البشرية مجبولة على الميل للإتقان في كل شيء ، وحين يرى أحداً عيباً في سلعة ما يلفت نظره ، وقد يؤثر على قراره في اقتنائها وإن كان العيب محدوداً وأثره على أداء السلعة لا يذكر أما حين نعود إلى أنفسنا فإن قيمة الإتقان تنخفض كثيراً ، فنؤدي أعمالاً مهمة كيفما اتفق ، ونمنح مشروعات حيوية وقتاً لا يتلاءم مع أهميتها
ما أجمل أن ننقل معاييرنا التي نقوم بها نتاج غيرنا في إلى أعمالنا ومشروعاتنا فنجتهد أن تكون وفق أعلى ما يمكن من جودة وإحسان ؛ فالله قد كتب الإحسان في كل شيء حتى في قتل من يستحق القتل وذبح الحيوان البهيم ومهما بلغنا من الإتقان فسيبقى هناك مستوى أكبر وقدراً أعلى نستطيع أن نصل إليه
وهذا يعودنا إلى أن يكون الإتقان طموحاً ومطلباً ، لا أن يكون عائقا
د. محمد بن عبدالله الدويش
إنتقاها لكم أخوكم أبو عاصم
حقيقة أعجبني الكلام الأخير - وكله جميل فأشكرك أبا عاصم- وهو قوله:
ردحذف"ومهما بلغنا من الإتقان فسيبقى هناك مستوى أكبر وقدراً أعلى نستطيع أن نصل إليه
وهذا يعودنا إلى أن يكون الإتقان طموحاً ومطلباً ، لا أن يكون عائقا"
يا له من كلام لو كان له رجال وأنتم هم الرجال،،
الإنسان عندما ينظر إلى الإتقان على أنه شيء مكلف ومتعب ويأخذ الأوقات فهذا حتما مهما حاول الإتقان فلابد أن تكون هناك سلبية من السلبيات، وإن لم يوجد فيكفي أنه أرهق نفسه في كره الإتقان،،،
أما الإنسان الآخر الذي يفرح عندما يتقن فهذا هو الشخص الناجح والمستفيد؛ لأن أعماله مرتبة وما كان عليه قضاه على أكمل وجه، وأيضا فإن الناس يرغبون مثل هذا الصنف فهو الذي يثقون به إذا أوكلوا له الأمور وهو الذي يأمنوه على أموالهم وأغراضهم وأعراضهم،،،
وما أحلاه من خلق جميل والشارع أيضا لم يغفله بل حث عليه وجعل ثمرته هو محبة الله لهذا الفعل ففي حديث عائشة ـ وإن كان فيه ضعف لكن معنا صحيح ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"ويدل لهذا المعنى قوله تعالى:"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
محبكم،،،،
على الانسان ان يكون طموح في جميع اموره الدنيوية والتي عن طريقها يصل الى الاخروية فحياة المسلم كلها لله والصحابة رضوان الله عليهم كانوا حينما يسألون عن امانيهم يطلبون الجنة ولايقفون عند هذا الحد بل يصادقون القول بالعمل ووضع الانسان لمعايير يجب ان يوازن فيها بالحكم على نفسه وعلى الاخرين فالله عز وجل عاب على المطففين ووعدهم بالويل لانهم يقيسون بمكيال لانفسهم واخر للناس وهذا الامر وان كان في الامور الحسية الا انه كذلك في الامور المعنوية
ردحذفومضه:ان مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علوا وهبوطا.
نشكر للأخ أبي عاصم هذا الاختيار الموفق ونشكره كذلك على تفاعله مع المدونه والشكر موصول للأخ محبكم والأخ أبو فهد على التعليق
ردحذفونحث الأخوة للمشاركة سواء بالنقل أو التعليق