الخميس

ارتقي بنفسك يافتى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
دام صباحكم ومسائكم بالخير والمسرات .
لا شك أيها الاخوة أن فن التعامل مع الناس موضوع واسع النطاق
له مباحث عدة , وله فنون مختلفة , كلٌ بحسب طبعه وجنسه .
وأريد أن أورد بهذا الموضوع
شيء من فنون التعامل مع الغير التي , ربما يغفل عنها كثير من الناس وأنا أولكم ...

قواعد ثابتة في التعامل:
هناك قواعد ثابتةٌ ومشتركةٌ بين كل شعوب العالم
وهي تنطلق من الفطرة, يستوي التعامل فيها مع المسلم وغيره . لنتعلم هذه القواعد
أو بعضها حتى نمارسها عملياً وقد تمتد تلك الممارسة إلى سنواتٍ
حتى نتخلص من طبع سيءٍ يكرهه الناس , أو نكتسب طبعاً طيباً يحبه الناس

فمن هذه القواعد المشتركة:
1ـ أن حديثنا وموضوعنا عن التعامل مع الأسوياء من الناس , أما الشواذ فتكون لهم معالجة فردية. فالسويُّ من إذا أكرمته عرف المعروف, والشاذ من يتمرد إذا أنت أكرمته.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
2ـ تختلف طريقة التعامل تبعاً لاختلاف العلاقة: الوالد مع ولده
الزوج مع زوجته, الرئيس مع مرؤوسه, والعكس.
3ـ أن التعامل يتغير باختلاف الأفهام والعقول. فالرجل الذكي الفاهم الواعي تختلف طريقة تعامله عن الشخص الآخر المحدود العقل المحدود الفهم المحدود العلم, فالحديث معه يكون مناسباً لطبيعته وقدرته على الفهم.
4ـ يختلف أسلوب التعامل أيضا باختلاف الشخصية. فطريقة التعامل من شخص شكَّاكٍ وحسَّاسٍ تختلف عنها مع شخصٍ سويٍّ, فالطريقة تختلف باختلاف الشخصيات والصفات التي تكون بارزةً فيهم.

الطُعم المناسب هو الذي يصطاد السمك:
يقول المؤلف دايل كارنيجي:"من هواياتي أن اصطاد السمك, وبمقدوري أن أجعل الطُعم الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة, لكني أفضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام, ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة, فالسمك هو الذي سيلتهم الطُعم... وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدَّمت له مايرغب فيه .
والآن . لماذا لا نجرب الطُعُومَ مع الناس ؟
لقد سئل لويد جورج السياسي البريطاني الداهية, عما أبقاه في دفَّة الحكم مع أن معاصريه من رجال الدول الأوربية الأخرى لم يستطيعوا الصمود مثله, فقال: ( إنني أُلائم بين ما أضعه في السنارة وبين نوع السمك ).
والواقع أن "الطُعم" هذا مهمٌ للغاية... ذلك أن علاقتك مع الآخرين تُهمهم أيضا بقدر ما تهمك أنت, فحين تتحدث إليهم حاول أن تنظر بعيونهم, وتعبر عما في نفسك من زاويتهم وبمعنى آخر أبدِ لهم اهتمامك بهم , أكثر من اهتمامك بمصلحتك الشخصية, اجعلهم يتحمسون لما تريد منهم أن يفعلوه عن طريق اتخاذ الموقف من جانبهم .

أرحب أيها الاحبة بتعليقاتكم ومداخلاتكم ...
انتقاها لكم أبو زياد

هناك 10 تعليقات:

  1. مشاركة رائعة .
    هناك قاعدة ذكرها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ألا وهي عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))/البخاري.

    ردحذف
  2. شكر الله لمن نقل وعلق
    وأحب أن أضيف ..
    ((أن التعامل يتغير باختلاف الأفهام والعقول))
    وهذا أمر ذكر بالمقال ولكن أحببت أن يتم مناقشته لأهميته
    فآمل أن أجد تعليقاً وطرحاً للأرآء على هذه الفقرة

    ردحذف
  3. اشكركم على المرور جميعا ...

    تعليقي على ما ذكرت من جانبين:
    أولا: شخصيتك أنت أي الطرف الأول: وذلك تختلف بحسب إختلاف الشخصية العامة لديك فالناس تتفاوت فيها منهم قوي الشخصيه فله تعامل خاص به منهم ضعيف الشخصيه فله تعامل خاص بهفكل بحسب شخصيتة.
    ثانيا: الطرف المقابل: فيختلف تعاملي بحسب المتلقي فتعاملي مع الكبير يختلف مع الصغير وتعاملي مع الفطن أو الذكي يختلف عن تعاملي مع قليل الفطنة أو الذكاء ...
    نرحب بمداخلاتكم واعتراضاتكم وتأييدكم ...
    موضوع يستحق المناقشة..

    ردحذف
  4. حبذا لو ذُكرت بعض الأدلة من السنه على هذه الفقرة
    ففي القصة والمثل مايوصل المطلب

    ردحذف
  5. حسنا نعم ما رأيت ...
    معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال
    روى الإمام مسلم في صحيحه- : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل اسمه الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وكان شديداً -يعني: مجبولاً على الشدة والقسوة، فرأى الأقرع بن حابس النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن و الحسين ، فقال: تقبلون أولادكم؟ والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحداً منهم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: وما أملك لك إن نزعت الرحمة من قلبك؟! ).
    إذاً: الانطلاقة الأولى: الرحمة، فعليك أن تنطلق من الرحمة، وتؤدب برحمة.
    وهذا الحسن بن علي وهو ابن فاطمة رضوان الله عليهم امتدت يده إلى تمرة من تمر الصدقة وهو طفل، وأراد أن يضعها في فمه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم من يده وقال ( كخ كخ، ألا تعلم أننا لا نأكل من الصدقة؟ )، ولم يضرب يده، بل أخذها برحمة عجيبة.

    ردحذف
  6. أما بالنسبة للفقراء:
    وهذا أبو سفيان وهو السيد الشريف العظيم الكريم، ورد في صحيح مسلم: أنه مر يوماً على بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الفقراء -كـ صهيب و عمار رضوان الله عليهم جميعاً -وكان يجلس معهم في ذلك الوقت أبو بكر رضوان الله عليه- فلما رأى الصحابة رضوان الله عليهم أبا سفيان قالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها؛ فغضب أبو بكر رضي الله عنه، والتفت إلى الصحابة وقال: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ وغضب وترك المجلس وانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص عليه ما قال الصحابة وما قاله.
    فقال الرسول لـ أبي بكر رضي الله عنه؛ ( يا أبا بكر ! لعلك أغضبتهم؟ -يعني: بلالاً و عماراً و صهيباً - فوالله! لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك عز وجل )، فانطلق يجري إليهم وقال: إخوتاه! أوغضبتم مني؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي! انظر إلى مكانة هؤلاء الفقراء، وهم الذين عوتب فيهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه قول الله جل وعلا حينما أراد أن يفرغ نفسه لدعوة السادة من أهل الشرك، وأن يخصهم بمجلس بعيداً عن صهيب و عمار و بلال ، فنزل قول الله جل وعلا: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ))

    ردحذف
  7. أما بالنسبة لتعامله صلي الله عليه وسلم مع العصاة:
    فهذا صحابي ارتكب كبيرة الزنا -وهي أكبر كبيرة بعد الشرك والقتل- فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم -والحديث في صحيح مسلم ، واسم هذا الرجل ماعز بن مالك - فقال: يا رسول الله! طهرني، يا رسول الله! طهرني، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل: أغلقوا الأبواب .
    اقبضوا عليه امسكوه، لم يقل شيئاً من ذلك، وهو المشرع صلى الله عليه وسلم، وذهب الرجل إليه معترفاً، والاعتراف سيد الأدلة.
    اسمع ماذا قال الحبيب الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والرءوف الرحيم بالمؤمنين: (ويحك! ارجع استغفر الله، وتب إليه) فيرجع ماعز بن مالك ، لكن قلبه يتحرك فيه الإيمان، فيحرك القلب الجوارح، فيرجع ماعز بن مالك إلى النبي ويقول: يا رسول الله! طهرني للمرة الثانية؛ فيرد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( ويحك! ارجع استغفر الله، وتب إليه ) فيرجع ماعز بن مالك ، لكن الإيمان في قلبه يحركه، وحبه لله وخوفه من الله يحركه؛ فيأتي ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! طهرني -للمرة الثالثة- فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ( ويحك! ارجع استغفر الله، وتب إليه، فيقول له: يا رسول الله! طهرني وأخبره بأنه زنى ) ومع كل ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( هل شرب خمراً؟ )، أي: هل شرب خمراً فلعبت الخمر برأسه، فلا يعي ما يقول؟ ( فقام أحد الصحابة فاستنكهه -أي: شم نكهة ورائحة فمه- فقال: لا يا رسول الله! لم يشرب الخمر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أبه جنون؟ قالوا: لا يا رسول الله! لا نعرف عنه جنوناً؛ فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ فرجم، ثم بعد ثلاثة أيام يقول صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- للصحابة رضوان الله عليهم: استغفروا لأخيكم ماعز بن مالك )، ولم يخرجه من دائرة الأخوة، ويأمر الصحابة أن يستغفروا له، وقال صلى الله عليه وسلم: ( لقد تاب إلى الله توبة لو قسمت بين سبعين رجلاً لوسعتهم، أو لو قسمت بين أهل المدينة لوسعتهم ) مع أنه ارتكب جريمة الزنا؛ لكنه جاء تائباً مقبلاً إلى الله.

    وغيره الكثير أقتصر على ما ذكرت مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم..

    لعل الصورة اتضحت لكم بشكل أكبر ...

    ردحذف
  8. أحسن الله إليك أخي أبو زياد
    أجملت وأوضحت نأمل التأمل في مثل هذه السير وأخذ العبرة والعظه ..

    ردحذف
  9. أشكرك ياأبا زياد على ماكتبت ونقلت وأوضحت
    والشكر موصول لمن علق
    ومزيداً من الإبداع والإمتاع

    ردحذف
  10. الشكر موصول لكل من تفاعل وعلق..

    ردحذف

شاركنا بتعليقك ...

رسائل الجوال

قالوا الوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس والأمير لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير