الاثنين

زكاة الفطر




الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد .
فهذا عرض مختصر لأحكام زكاة الفطر وعيد الفطر ، مقروناً بالدليل ، تحرياً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم و اتباعاً لسنته .
• حكمها : زكاة الفطر فريضة على كل مسلم ؛ الكبير والصغير ، والذكر و الأنثى ، و الحر والعبد ؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ؛ على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين . و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " أخرجه البخاري .
• فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ، فيخرجها عن نفسه ، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. و الأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا ؛ لأنهم هم المخاطبون بها . أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه ؛ لعدم الدليل . وما روي عن عثمان رضي الله عنه ، وأنه " كان يعطي صدقة الفطر عن الحَبَل " فإسناده ضعيف . ( انظر الإرواء 3/330 ) .
• حكم إخراج قيمتها : لا يجزئ إخراج قيمتها ، وهو قول أكثر العلماء ؛ لأن الأصل في العبادات هو التوقيف ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدٍ من أصحابه أنه أخرج قيمتها ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه مسلم .
• حكمة زكاة الفطر : ما جاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين . من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " أخرجه أبوداود وابن ماجة بسند حسن .
• جنس الواجب فيها : طعام الآدميين ؛ من تمر أو بُر أو أرز أو غيرها من طعام بني آدم . قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : " كنا نخرج يوم الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام ، وكان طعامنا الشعير والزبيب و الأقط والتمر " أخرجه البخاري .
• وقت إخراجها : قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون ؛ فعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال في صدقة التطوع : " و كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " أخرجه البخاري ، وعند أبي داود بسند صحيح أنه قال : " فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين ".
و آخر وقت إخراجها صلاة العيد ، كما سبق في حديث ابن عمر ، وابن عباس رضي الله عنهم .
• مقدارها : صاع عن كل مسلم لحديث ابن عمر السابق .
والصاع المقصود هو صاع أهل المدينة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ضابط ما يكال ، بمكيال أهل المدينة كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المكيال على مكيال أهل المدينة والوزن على وزن أهل مكة " أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح . والصاع من المكيال ، فوجب أن يكون بصاع أهل المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد وقفت على مدٍ معدول بمد زيد بن ثابت رضي الله عنه عند أحد طلاب العلم الفضلاء ، بسنده إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخذت المد و عدلته بالوزن لأطعمة مختلفة ، و من المعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت بالنتائج الآتية :
أولاً : أن الصاع لا يمكن أن يعدل بالوزن ؛ لأن الصاع يختلف وزنه باختلاف ما يوضع فيه ، فصاع القمح يختلف وزنه عن صاع الأرز ، وصاع الأرز يختلف عن صاع التمر ، والتمر كذلك يتفاوت باختلاف أنواعه ، فوزن ( الخضري ) يختلف عن ( السكري ) ، و المكنوز يختلف عن المجفف حتى في النوع الواحد ، وهكذا.
ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع ، وأن يكون بحوزة الناس.
ثانياً : أن الصاع النبوي يساوي : (3280 مللتر ) ثلاث لترات و مائتان وثمانون مللتر تقريباً .
ثالثاً : عدلت صاع أنواع من الأطعمة بالوزن . فتبين أن الموازين تتفاوت في دقة النتيجة فاخترت الميزان الدقيق ( الحساس ) و خرجت بالجدول الآتي :
نوع الطعام وزن الصاع منه بالكيلو
أرز مزة 2.510
أرز بشاور 2.490
أرز مصري 2.730
أرز أمريكي 2.430
أرز أحمر 2.220
قمح 2.800
حب الجريش 2,380
حب الهريس 2.620
دقيق البر 1.760
شعير 2.340
تمر ( خلاص ) غير مكنوز 1.920
تمر ( خلاص ) مكنوز 2,672
تمر ( سكري ) غير مكنوز 1.850
تمر ( سكري ) مكنوز 2.500
تمر ( خضري ) غير مكنوز 1.480
تمر ( خضري ) مكنوز 2.360
تمر ( روثان ) جاف 1,680
تمر ( مخلوط ) مكنوز 2.800

وأنبه هنا أن تقدير أنواع الأطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي ؛ لأن وضع الطعام في الصاع لا ينضبط بالدقة المذكورة . و الأولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس ، ويكون مقياس الناس به .
• المستحقون لزكاة الفطر : هم الفقراء والمساكين من المسلمين ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق : " .. وطعمة للمساكين " .
• تنبيه : من الخطأ دفعها لغير الفقراء و المساكين ، كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة للأقارب أو الجيران أو على سبيل التبادل بينهم و إن كانوا لا يستحقونها ، أو دفعها لأسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك الأسر ؛ هل هي من أهل الزكاة أو لا ؟ .
• مكان دفعها تدفع إلى فقراء المكان الذي هو فيه ، و يجوز نقلها إلى بلد آخر على القول الراجح ؛ لأن الأصل هو الجواز ، و لم يثبت دليل صريح في تحريم نقلها .

د. يوسف بن عبدالله الأحمد

إنتقاها لكم أخوكم أبو سعد

الأربعاء

تفاعلاً مع حملة إغاثة إخوانُنا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انطلاقا من قوله جلَّ في عُلاه : (( و تعاونوا على البر والتقوى )).

استجابة لنداء الملك عبداله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفي

و رحمة للشعب الصومالي الشقيق جراء الأزمة العظيمة التي تحدث لهم من جوع وعطش

أردنا أن نشارك في نشر الحسابات و طرق التبرعات بشأن الحملة و أخبار الحملة

عن طريق البنك الأهلي : 20177777000104
من البنوك الأخرى : sa3410000020177777000104
عن طريق رسائل الجوال stc ، موبايلي ، زين
بـ 10 ريال أرسل رقم 1 إلى 5565
بـ 20 ريال أرسل رقم 2 إلى 5565
بـ 30 ريال ارسل رقم 3 إلى 5565

بارك الله لكم ونفع فيما ستقدمون


الاثنين

صوتك يهمنا


نأمل التصويت لأحد الأسماء الموجودة ليتم إختياره اسما للمدونة
1ـ همم الرجال إلى قمم الجبال.
2ـ أُذُنُ خير .
3ـ لون حياتك .
4ـ جيلنا
5ـ خط اليراع .
6ـ إبداعات جيل .

وفاء .. ودعاء..


وفاءودعاء إلى أخينا عادل هزازي رحمه الله لا يسعني في هذا المقام إلا أن أذكر صفة واحده وهو أنه
( لم يكن يسيء إلى أحد ويحاول إرضاء الجميع)
أدعو الله له بالرحمة والمغفرة في هذا الشهر الكريم وأن يجمعنا وإياه مع النبي الكريم وجميع من نحب في جنات النعيم آمين ..

بنتم وبنّا فمـا ابتلت جـوانحنـا ** شوقاً إليكـم ولا جفّت مـآقينا

تكـاد حيـن تنـاجيكم ضمائرنـا ** يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء ففي ** مـواقف الحشـر نلقاكم ويكفينا

الأحد

هكذا فعل رسولنا فمن يقتدي


يقول الله تبارك وتعالى : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة } (القصص 68) ،
قد اختار سبحانه العشر الأواخر من شهر من رمضان ، من بين سائر أيام الشهر ، وخصها بمزيد من الفضل وعظيم الأجر .
فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ،
تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم .

وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة القرآن ،
تقول عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجَدَّ وشد المئزر ) رواه مسلم .

فكان يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر ، حرصا على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة ،
قال ابن رجب : " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه " .
وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء ، والجد والاجتهاد .
وداوم صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف فيها حتى قبض ،
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) .

وما ذلك إلا تفرغاً للعبادة ، وقطعاً للشواغل والصوارف ، وتحرياً لليلة القدر ، هذه الليلة الشريفة المباركة ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر ،
فقال سبحانه: { ليلة القدر خير من ألف شهر} ( القدر 3) .

في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات ، والسعداء والأشقياء ، والآجال والأرزاق ،
قال تعالى:{ فيها يفرق كل أمر حكيم } ( الدخان 4) .

وقد أخفى الله عز وجل علمها عن العباد ، ليكثروا من العبادة ، وليجتهدوا في العمل ،
فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها ، من العاجز المفرط ، فإن من حرص على شيء جد في طلبه ، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه .
هذه الليلة العظيمة يستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الأوتار أرجى وآكد ،
فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) ،
وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها ، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) رواه البخاري .


إنتقاها لكم أخوكم أبو فيصل

الخميس

بربرة ..!



يستعذب كثير من العوام عملية الربط بين مسميات الأشياء وتواشجاتها الصوتية واللغوية ، تماما كما يستعذبون الربط بين بعض المظاهر الطبيعية وتوجهاتهم الفكرية ، وعملية الربط بين المسميات وأصواتها نظرية لغوية متطورة كان اللغوي الشهير أبو الفتح عثمان بن جني قد وسمها ب ( محاكاة أصوات الطبيعة ) وجاءت في كتابه الشهير ( الخصائص )، وليس هذا المبحث الشهير والمتطوّر على زمنه هو ما عنيته هنا بل حديث طريف دار بيني وبين أحد أصدقائي حول جهاز ( البلاك بيري ) إذ قال متهكّما من أين جاءت تسمية هذا الجهاز ، وهو يعلم أن مسماه مصطلحًا أجنبيا لايستطيع أحدهم ادعاء الربط فيه ..كما ادّعوا أن إبراهيم تحريف ل ( أب رحيم ) أو أن (الكيرسون ) تحريف لمفردة ( قرصان ) ، أو أن كلمة ( بوك ) مثلا هي ضمير ( كتابك ) كما يشاع لدى البعض ، لكنني استعذبت مثل هذه الادعاءات تماديا في إغاظته وانتقاما من تهكّمه حينها وقلت له إن كلمة ( بلاك بيري ) مشتقة من المفردة المحكية الدارجة ( بربرة ) ومرادفها اللغوي ثرثرة كما يدرك الكثيرون ، ولأن هذا الجهاز الصغير الذي علّمنا كيف نستعذب تنكيس رؤوسنا دائما لايزال في جل استخدامه معنيا بالثرثرة ورواج الشائعات والطرائف والأخبار المستفزّة على الرغم من أنه إحدى منجزات الاتصال المهمة والعملية، ولهذا كان لنا في سيرة أجدادنا الأولين سنّة وأحلنا اشتقاقه إلى تلك المفردة المحكية ...!

أعود لعملية الربط وأقول إن تاريخنا حاول دائما إيهامنا أن لغتنا كانت الأولى بالاتباع دائما، وأنها وعاء لكل منجزات الحضارة، ما تقدم من شؤونها وما تأخّر، والحقيقة أن لكل قومٍ لغتهم، ولكل أمة تراثها المحفوظ في لغتها، ولكل حضارة مصطلحاتها وتسمياتها بما يتواءم مع رؤيا أهلها وثقافتهم اللغوية، وفي المقابل لا تحتاج لغتنا العربية لمثل هذه الاعتسافات الساذجة ولن يضيف لمعجمها ( الكيرسون )، ولا هذا الجهاز ( البربري ) إلا شيوعًا لعاميتها وإمعانا في تغريبها، والمزيد المزيد من الرؤوس المنكّسة، والحمد لله أنني مازلت أردّد لأصدقائي : ( سأحاول دائما أن أحيا مرفوع الرأس في زمن البلاك بيري ..) ...!


للكاتب إبراهيم الوافي

الثلاثاء

آه ياصومال لك الله


وقفة أمام هيكل أنسان .. شعر للعشماوي
رأيتُه، ليتني أسعفتُه بدَمي

كأنَّه شَبَحٌ وافى مِن القِدَمِ

رأيتُه، ويدُ الصّومال رَاعشةٌ

مُلَفْلَفاً في بقايا ثوبهِ الهَرِمِ

سألتُ هَيْكَلَه العظميَّ فانْبَجَسِتْ

من كلِّ مَفْصل عَظْمٍ صَرْخةُ الألَمِ

لكنَّها صَرْخَةٌ جاءتْ مُهَشَّمَةً

مخنوقةً، كَبَّلَتْها شِدَّةُ السَّقِمِ

لولا بَصيصٌ من الصوت الهزيلِ سَرَى

إليَّ من «نُقْطَةٍ» تُوحي بِشكْلِ فَمِ

تقول: أين بنو الإسلام، كيف رَضُوا

برؤيتي هَيْكلاً أمْسَى بلا حُلُمِ؟!

لم يُسْرِجوا في دُجَى بُؤْسي مشاعِلَهم

لكي تُبدِّد ما أشكو من الظُّلَمِ

أَلَم يَرَوْا هَيْكَلِي، أضلاعُه رسمتْ

أمامهم لوحةً تُغني عن الكَلِمِ؟!

ألم يروا هذه الأشباحَ واهنةً

وهم يجرُّونَ أثواباً من النِّعَمِ؟!

إني لأسأل ربي أنْ يزيدهمو

من فضله، فهو أهلُ الجود والكرمِ

لكنني، وأنا والجوعَ في قَرَنٍ

أدعو بني أمتي الأخيارَ، للشِّيمَِ

أدعو، وقلبي هزيلُ النَّبْضِ، تُؤْلمني

دقَّاتُه فهو نَبْضٌ غيرُ مُنْسجِمِ

أدعو، وفوقي من التَّنْصير ألْوِيةٌ

تقدِّم الخُبْزَ لي في كفِّ مُبْتَسِمِ

أرى الصَّليبَ على قُرْصِ الدَّواءِ وفي

كيس الرَّغيفِ وفي القرطاس والقلم

أرى الصَّليبَ على سيارةٍ حَمَلَتْ

إليَّ ما جاءَنا من هيئةِ الأُمَمِ

وأمتي عند شاشاتٍ مُلْطَّخةٍ

بما يُسيءُ إلى الأخلاق والقِيَمِ

فما أرى أمتي إلا كبارقةٍ

تلُوحُ لي في ركام الصَّمْتِ والصَّمَمَ

أدعو بني أمتي، يا ليت غافِلَهم

يصحو، ويا ليتَ عينَ الحُرِّ لم تَنَمِ


الخميس

كيف نستقبل رمضان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي المسلم.. أختي المسلمة:
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته... وبعد:
أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة، أرجو أن تتقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح، حفظكم الله ورعاكم.

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟
قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].
أخي الكريم:

خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
- يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.
- تصفد فيه الشياطين.
- تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.
- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
- لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان.
فيا أخي الكريم: شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله؟ بالانشغال باللهو وطول السهر، أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا نعوذ بالله من ذلك كله.
ولكن، العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.

وإليك أخي الكريم الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان:

1 ـ الصوم: قال صلى الله عليه وسلم : { كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول عز وجل: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } [أخرجه البخاري ومسلم] وقال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم] ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } [أخرجه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم : { الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم } [أخرجه البخاري ومسلم]. فإذا صمت - يا عبد الله - فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.

2 ـ القيام: قال صلى الله عليه وسلم : { من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً [الفرقان:64،63]، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قالت عائشة رضي الله عنها: ( لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ).

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة.. ويتلو: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132] وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9].
قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.
وعن علقمة بن قيس قال: ( بت مع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.
وفي حديث السائب بن زيد قال: ( كان القارئ يقرأ بالمئين - يعني بمئات الآيات - حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ).
تنبيه: ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : { من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } [رواه أهل السنن

إنتقاه لكم أخوكم أبو خالد العنزي

الثلاثاء

سر السعاده


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم

لدى أحكم رجل في العالم ..

مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيم
الذي يسعى إليه ..

وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..

انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..

أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب

ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود
لمقابلته بعد ساعتين ..

وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى

ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :

امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك

وحاذر أن ينسكب منها الزيت

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..

ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :

هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ ..

وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ ..

ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا ..

فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..

فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر ..

فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..

عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران ..

شاهد الحديقة والزهور الجميلة ..

وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..

فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..

نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا

فقال له الحكيم

تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك

سر السعادة

هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء

وقطرتا الزيت هما الستر والصحة ..

فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.

يقول إدوارد دي بونو

أفضل تعريف للتعاسة

هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا

اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب

فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها

فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق

بكميات أكبر بكثير من قدر حاجته.

فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب
مع قدراتنا؟؟

إن نملك أروع النِعم ، فهي قريبة هنا في أيدينا،

نستطيع معها أن نعيش أجمل اللحظات مع أحبابنا ومع الكون من حولنا ؟؟


إنتقاها لكم أخوكم أبو عاصم

رسائل الجوال

قالوا الوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس والأمير لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير