الأربعاء

الوفـاء

قال محمد الغزالي في كتابه خلق المسلم عند كلامه عن الوفاء :
إذا أعطى المسلم عقدا فيجب أن يحترمه ، وإذا أعطى عهدا فيجب أن يلتزمه ، ومن الإيمان أن يكون المرء عند كلمته التي قالها ، ينتهي إليها كما ينتهي الماء عند شطانه ، ومن ثم فلا تعهد إلا بمعروف ، فإذا وثق الإنسان عهدا بمعروف فليصرف همته في إمضائه ، مادمت فيه عين تطرف،وليعلم أن منطق الرجولة وهدى اليقين لا يتركان له مجالا للتردد والإنثناء ، والوفاء بالعهد يحتاج إلى عنصرين ، إذا اكتملا في النفس سهل عليها أن تنجز ما التزمت به ، فإن الله أخذ على ادم أبي البشر، عهدا مؤكدا ألا يقرب الشجرة المحرمة ، لكن ادم ما لبث أن نسي وضعف " ولقد عهدنا إلى ءادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " فضعف الذاكرة ، وضعف العزيمة : عائقان كثيفان عن الوفاء الواجب والإنسان لتجدد الحوادث أمامه ، وترادف الهموم المختلفة عليه يفعل الزمان فعله العجيب في نفسه : فتخبو المعالم الواضحة ، ويمسي ما كان بارزا في نفسه لا يكاد يبين ، فإذا ذكر المرء الموثق المأخوذ عليه يجب أن ينضم إلى هذا الذكر عزم مشدد على إنفاذه عزم يذلل الأهواء الجامحة ، ويهون الصعاب العارضة ، عزم يمضي في سبيل الوفاء مهما تجشم من مشاق ، وغرم من تضحيات،وأقدار الرجال تتفاوت تفاوتا شاسعا في هذا المضمار ، فإن ثمن الوفاء قد يكون فادحا ، قد يكلف المال أو الحياة أوالأحبة بيد أن هذه هي تكاليف المجد المنشود في الدنيا والأخرة

لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال

ولقد استنكر القران الكريم على بعض الأفهام أن تطلب العلا بالراحة وأن ترقب الخير الكثير بالجهاد اليسير " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألاإن نصر الله قريب "


إنتقاها لكم أخوكم أبو فهد الجهني

هناك تعليق واحد:

  1. محبكم،،،،،،4 مايو 2011 في 1:17 م

    نعم هذا ملحظ جميل أتحفنا به أخونا أبو فهد الجهني جزاه الله خيرا فالوفاء أمره جليل لأن من لا يعرف فضل الناس عليه فهو لئيم أجارنا الله وإياكم من أولئك، وخير مثال لنا قدوتنا صلى الله عليه وسلم، فإنه عندما ناصره عمه أبو طالب وآزره لم يترك هذا الجميل العظيم ولم ينساه فعندما حضرته الوفاة طلب النبي منه أن يشهد الشهادتين ليحاج له بها عند الله ومع ذلك لم يسلم، ولم يقف عند هذا الحد بل سأل الله له التخفيف فكان أبو طالب أخف أهل النار عذابا يوم القيامة كما هو معلوم لديكم،
    فالله الله في الوفاء على من تفضل عليك بالفضائل الكثيرة ولا تهدمها بسبب زلة أو موقف رأيته منه:
    من الذي ما ساء قط
    ومن له الحسنى فقط
    فكل شخص لابد وأن تكون عنده سلبيات:
    من ذا اللذي ترضى سجاياه كلها
    كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه
    محبكم،،،،،

    ردحذف

شاركنا بتعليقك ...

رسائل الجوال

قالوا الوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس والأمير لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير