الخميس

الرأي الأخر

كما أن الناس يختلفون في طبائعهم وأشكالهم ، كذلك هم يختلفون في وجهات نظرهم ، وفي قناعاتهم وتصرفاتهم , فإذا شعرت أن أحدا خالف الصواب ، ونصحته وحاولت إصلاح خطئه ولم يقتنع ، فلا تصنف اسمه من بين أعدائك ، وخذ الأمور بأريحيه قدر المستطاع ، فلو حاولت إصلاح خطأ عند أحد زملائك فلم يستجب ، فلا تقلب الصداقة عداوة ، وإنما استمر في التلطف فلعله أن يبقى على خطئه ولايزيد
وقد قيل : حنانيك بعض الشر أهون من بعض..
إذا تعاملت مع الناس بهذه الأريحيه ، فلم تغضب على كل صغيرة وكبيرة ، عشت سعيدآ ..
قالت عائشة رضي الله عنها : ماانتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط
وما ضرب شيئا قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله
وما نيل منه شئ قط ، فينتقم من صاحبه ، إلا أن ينتهك شئ من محارم الله فينتقم لله ..
إذن كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب ..
لكنه غضبه لله ، لا يغضب لنفسه ، وحتى نفهم الفرق بين الغضبين:
افرض أن ولدك الصغير جاءك ذات صباح وطلب ريالا أو ريالين مصروفا للمدرسة
فبحثت في محفظة نقودك ، فلم تجد إلا فئة الخمسمائة ريال ، فأعطيتها له وقلت : هذه خمسمائة ريال ، اصرف منها ريالين ، وأرجع الباقي
وأكدت عليه وكررت ، فلما رجع بعد الظهر فإذا المال كله قد صرفه
فماذا ستفعل؟ وكيف سيكون غضبك.؟
قد تضرب وتعنفه وتمنعه من مصروفه أيامآ ، ولكن لو رجعت مرة من صلاة العصر ووجدته يلعب بالكمبيرتر ، أو عند التلفاز ، ولم يصلي في المسجد
فهل ستغضب كغضبك الأول ؟
أظننا نتفقق أن غضبنا ألأول سيكون أشد وأطول وأكثر تأثيرآ من غضبنا الثاني .

إنتقاها لكم أخوكم أبو سيف

هناك تعليقان (2):

  1. هذه إلماحة جميلة منك أبا سيف فشكرا لك
    وكما قيل: إنما الصبر عند الصدمة الأولى
    والعتاب لا يكون على كل شيء ولا يكون في كل وقت لأن كثرة العتاب تسبب الملل والكره للشخص المعاتب:
    اذا كنت في كل الأمور معاتباً
    صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
    فعش واحدا أو صل أخاك ، فأنه
    مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه
    بل إذا كان صديقك أخطأ خطأ لا يؤثر على الدين وإنما هو خطأ دنيوي فليكن ديدنك التغاضي:
    ومن لا يجامل في أمور كثيرة
    يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
    لكن بشرط ألا يكون له تأثير ديني سواء كان هذا التأثير عليك أو على غيرك،،،
    محبكم،،،،،

    ردحذف
  2. نشكر أبو سيف على حسن النقل والإختيار
    هذا خلق الانبياء وحسب فعلى الانسان أن يكون حسن الاختيار في اتباع من يقتدي بهم
    فبهداهم اقتده ...وكفى
    الشكر موصول للأخ محبكم على تفاعله الدائم مع المدونة وحرصه على الطرح المتزن والتعبير الرائع والمشاركة في جميع المقالات المنقوله
    فلا مكافأه أعظم ولا أبلغ من جزاك الله خيرا  

    ردحذف

شاركنا بتعليقك ...

رسائل الجوال

قالوا الوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس والأمير لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير