الأحد

عبارة جميلة قرأتها في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي وجلست أتأمل بعدها

دخل نصراني على أبي عبد الله (أحمد بن حنبل - رحمه الله) فقال له: إني لأشتهي أن أراك منذ سنتين، ما بقاؤك صلاح للإسلام وحده، بل للخلق جميعاً، وليس من أصحابنا أحد عَلِيَ وقد رضي بك. عبارة جميلة قرأتها في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، وجلست أتأمل بعدها كيف رَضِيَ النصارى بالإمام أحمد بن حنبل، وما هو المنهج الذي اتبعه ليرضوا به، وكيف كانت علاقته مع الآخرين ؟ وكيف استوعبهم وتعامل معهم حتى يرضوا عنه ؟ نقول إن المتأمل في الآيات القرآنية يلاحظ أن الله تعالى لم يصف نفسه (بالعنف) أبداً، وإنما ذكر وصف الله (بالجبار) مرة واحدة بالقرآن، ووصفه (بالمنتقم) لم يرد، وإنما ورد ( ذي انتقام ) في حالات خاصة. بينما مثلاً وصف الرحمة في (الرحمن) ورد في البسملة بمائة وثلاث عشرة آية في مقدمة السور، بالإضافة إلى وروده عشرات المرات داخل السور. فالأصل في الإسلام أنه دين رحمة، وبعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين حتى كان عليه السلام يكره اسم (حرب)، فقد قال: أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأقبح الأسماء (حرب) و(مرة) . وما نريده اليوم أن نربي أنفسنا على منهج الرحمة والرفق، لا الشدة والعنف، وأن نشيع ثقافة السلام بيننا ، فإن مما يميز أمة محمد عن غيرها من الأمم أن عندنا اسم (عبد السلام)، وهذا الاسم لا يوجد في أمة غيرنا، ولهذا لا نعجب الآن مما قاله النصراني عن الإمام أحمد بن حنبل في تعامله معه على منهج الرحمة في كسبه ودعوته. الأستاذ جاسم المطوع ( بتصرف)

هناك 3 تعليقات:

  1. الإمام أحمد بن حنبل هو علم من أعلام الاسلام، وهو رحمه الله صاحب المحنة المعروفة فإذا ذكرت فتنة خلق القرآن تبادر إلى الذهن مباشرة هذا العالم الكبير، لأنه رحمه الله صبر أيام المحنة، وكان يستطيع أن يتأول ويواري كما وارى غيره من العلماء كعلي ابن المديني رحمه الله، لكن الله سبحانه ميزه عن غيره من العلماء بأن يخلد ذكره في المعمورة ويطلق عليه الإمام بينما غيره من العلماء لا يعرفه إلا قليل،،،
    فالله الله في العلم النافع، ولا تنظر إلى الدنيا وفتنها:
    اترك الدنيا فمن عاداتها
    تخفض العالي وتعلي من سفل
    محبكم،،،،

    ردحذف
  2. أشكر المشرف على هذه الإضاف ولا شك أن في سير الأولين عبرة وفي سيرة محمد صلى الله عليه وسلم من قبلهم من العبرة الشيئ الكثير
    وما حيز شيء أعظم من حسن الخلق والعطف على المخالف واستلطافه حتى يرجع إلى الحق
    اللهم ردنا إلى الحق رداً جميلاً

    ردحذف
  3. المشكلة أننا لا نقرأ !!
    ولو قرأنا سير من مضى لما وقعنا في أخطاء كثيرة كان يمكن تجاوزها بالإطلاع على سير الأولين

    ردحذف

شاركنا بتعليقك ...

رسائل الجوال

قالوا الوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس والأمير لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير